مستقبل عقود الاحتراف في المجال
الرياضي
ان الرؤيا المستقبلية هو عبارة عن الاُمّنيات المستقبيلة وحسب الظروف الحالية تبدأ الخطوة الأولى في
الإدارة الرياضية الاستراتيجية بصياغة رؤية شاملة للاحتراف الرياضي او الفكرة
المجردة القريبة من الحلم، لتكون منظورا مستقبليا للإدارة الرياضية ومصدرا للشعور
بالانتماء والولاء بالنسبة للرياضيين. وتتضمن الرؤية vision اكثر المعاني والآفاق أتساعا في الزمن وتوجها نحو المستقبل ان
جميع المنظمات الكبرى لم تحقق انجازاتها العظيمة بلا رؤية واضحة طموحة ، الى جانب
الإدارة الكبيرة في صنع القرار والعمل وصياغة وتنفيذ الاستراتيجيات المميزة لتجسيد
تلك الرؤية المنشودة والادارة الحديثة تتميز بمزايا استثنائية لتحفيز الآخرين نحو
الرؤية او الإلهام ، و الرؤيا تمثل واقعاً بعيد المدى لا نلمسه حاليا قد نصله
او لا نصله ولكنه وضع مستقبلي نحلم بالوصول أليه وكإدارة رياضية عليها ان تسعى الى تقديم خدمات ذات
نوعية متميزة وفي متناول الجميع وذات كفاءة ونجاعة وملائمة في المؤسسة
الرياضية وتعمل على تطوير وتقييم وتنفيذ
البرامج والتي تساعد على تطوير ورفع مستوى ونمو الناشئين والشباب والمستويات
العليا من خلال المكونات الأساسية البدنية والمهارية والخطيطة والنفسية .
يحتل الاحتراف الرياضي
المراتب المتقدمة في اقتصاد بعض الدول وذلك بسبب الازدياد الكبير للجمهور ان تفعيل الاستثمار من قبل الأندية والاتحادات
الرياضية في استقطاب الكفاءات الرياضية من خلال البطولات والمسابقات الرياضية وهذا
ما سوف يؤدي إلى نمو الجانب الرياضي من خلال التسويق الرياضي أي من التغطية
التلفزيونية والعقود وتذاكر المباريات وحتى الألبسة الرياضية والدعاية وغيرها التي سوف يكون هناك مجال واسع للاستثمار والذي
ينعكس إيجابا على الأندية الرياضية وتوفر التغطية المالية لنفقاتهم والابتعاد عن
الدعم الحكومي أي التخلص من الدعم المباشر من قبل الاتحادات وكذلك الوزارات الذي
قد لا يعطي ما يوفر للنادي الرياضي متطلباته وخاصة ان الأندية الرياضية في رؤية جديدة من جلب واعتماد نظام الاحتراف
الرياضي والعقود مع اللاعبين وكذلك المدربين وإقامة المعسكرات التدريبية في خارج
البلد التي تتطلب أموال كبيرة ونحن نعتمد على القطاع العام ان الاحتراف الرياضي يعد من اقصر الطرق وصولا الى النجاح الاقتصادي
فضلا عن تطور المستويات الرياضية من خلال الدعم المالي الكبير للاعب والمدرب وبناء
المراكز والمنشات والملاعب ولكافة الأنشطة الرياضية , وان جميع البلدان والمجتمعات
بدأت بالاحتراف الرياضي الذي ادى الى الازدهار والتطور الرياضي والاقتصادي على حد
سواء وخاصة في الألعاب ذات الشعبية في ذلك البلد وأصبحت الأندية هي من تقدم الدعم
المالي للبلدات وحتى البرامج الإنمائية والمشاريع الخيرية من خلال ريع المباريات
والإرباح بعد ما كانت تلك الأندية تعاني من عجز في الميزانية العامة وبما اننا في دوري المحترفين، واللاعبون
والمدربون جميعهم محترفون، ولم يبق إلا أن تكون الإدارة محترفة وتقوم بواجبها في
إدارة المنظومة الإدارية باحتراف، وهذا ما تطمح له الجماهير، فإذا كان النادي يسير
على الطريق الاحترافي الصحيح، عليه أن يشيّد جميع الأركان المحترفة من إدارة
ولاعبين ومدرب محترف، فحتماً إذا اكتملت هذه المنظومة المحترفة ستحقق نتائج ترضي
الجمهور، وستثري الساحة الرياضية وستكون رافداً قوياً لمنتخباتنا الوطنية.
الأستاذ الدكتور
عبد الحليم جبر نزال
أستاذ الإدارة الرياضية – جامعة البصرة –كلية
التربية الرياضية
إرسال تعليق