العقود الإحترافية

 

    بقلم أ.د. السعدني خليل السعدني 

    العقد هو توافق ارادتين او اكثرعلى احداث اثر قانونى معين اما انشاء او التزام او نقل او تعديل او انهاء وتقسيمات العقود تتعدد من حيث وجود تنظيم تشريعى الى عقود مسماه وغير مسماه ومن حيث التكوين الى عقود رضائية وشكلية وعينية ومن حيث المضمون الى عقود ملزمة للجانبين او لجانب واحد ولما كانت مهنة الاحتراف الرياضى فى نشاط متخصص بصفة منتظمة ومستمرة بهدف تحقيق عائد مادى مع التفرغ التام والالتزام بالعقد المتفق عليه وبناءا على ذلك اتجه الفقه الفرنسي الى التأكيد على ان عقد اللاعب المحترف هو عقد عمل وليس عقد مقاولة فهو يتميز بانه عقد رضائى بين الطرفين للاستفادة منه ويكون ملزم لهما مع تحديدة للقيمة المالية والفترة الزمنية ، والهدف الذى من اجله تم توحيد العقود الاحترافية للاعبين ببعض الاتحادات الوطنية واولها الاتحاد الإنجليزي للتغلب على مشكلات العقود الفردية للاعبين واختلافها فى البنود عن بعضها البعض الى جانب ذلك العمل على ارساء قاعدة لاعطاء اللاعب المحترف صفة اجتماعية معترف بها ومصدر للكسب الشريف وتوفير الاستقرار المادى والنفسى للاعبين مع اهمية ايجاد ضوابط نظامية تحكم العلاقة التعاقدية بين الطرفين ، وان العقود الاحترافية هى الجانب التنفيذى للوانح ونظم الاحتراف بالاتحادات الدولية والوطنية حيث يوجد بعض البنود يجب على الاندية ان تلتزم بها فى اللوائح الداخلية لها ويلتزم بها الاتحاد الوطنى فى عقودة الاحترافية  مع مراعاة ان ميزانية الاندية ومركزه المالى يسمح بتلك العقود ، وتتعدد اشكال وبنود العقود فى انها تشمل ( تعريفات لمصطلحات العقد والمدة الزمنية والمقابل المالى والتزامات الطرفين وحالات الاصابة والعلاج وحالات الاخلال بالعقد وطرق الفصل فى المنازعات وطرق فسخ العقد والاعارة واجراءات التوثيق والمراسلات بحانب اعطاء بنود اضافية فى العقود يمكن من خلالها توضيح الشروط الالزامية لحقوق الرعاية وحق الصورة للاعب .

وطبقا للمتغيرات الحديثة للرياضة ومنها الارتقاء بصناعة الرياضة فى ظل مكونات عناصر المنظومة الاحترافية من تعدد المتغيرات من خلال الاستثمار والتسويق الرياضى والرعاية وحقوق الاندية من حملات الدعاية والاعلان والترويج للاعبين المحترفين بما يسمى حق الصورة للاعب وحق السيطرة للنادى وحقوق البث الفضائى للمباريات الى جانب ظهور التجنيس الرياضى فى عالم الاحتراف مع كثرة وسطاء ووكلاء اللاعبين الغير مرخص لهم والمغالاه المتزايدة فى اسعار اللاعبين والتى تتماشى مع ميزانيات الاندية والتى لا تفى بمتطلبات تلك العقود الاحترافية الامر الذى ادى الى انهاء تاريخ اندية جماهيرية وظهور اندية خاصة ليس لها جماهيرية سوى انها تملك القدرة على التوافق بين ايرادات ومصروفات المنظومة الاحترافية .

 وكل تلك  المتغيرات ادت الى تطور سريع فى العقود الاحترافية للاعبين والتى تقابل بعض التحديات والتى يجب دراساتها بشكل علمى للوصول الى التطبيق الحقيقى للاحتراف والذى يمكن ان ينتج منه على المئات من الظاهرة الرياضية المشرفة لمصر والوطن العربى محمد صلاح ومن هذه التحديات تطبيق الثقافة الاحترافية لدى قطاع الناشئين بالاندية المصرية على اسلوب حياة اللاعب المحترف داخل النادى مع السماح بفتح الاحتراف الخارجى لقطاع الناشئين بدون المغالاه فى مقابل الانتقالات الامر الذى يحتم على وضع الية لتحديد سعر اللاعبين فى جميع المستويات والقيمة التسويقية لهم لمحاربة ارتفاع اسعار اللاعبين وهذه التحديات تفرض وجود ادارة محترفة قادرة على ادارة شئون الاحتراف بالهيئات الرياضية والقدرة على عمل توازن بين متطلبات السوق والتوازن التنافسى للاندية .

 وما يرتبط بتحديات العقود الاحترافية هو عمل شبكات متصلة بالهيئات الرياضية المشاركة فى نفس النشاط بقواعد بيانات الكترونية مع إلزام الاندية الرياضية والاكاديميات المرخصة بعمل جواز سفر للاعب منذ بلوغة 12 عام تسجل غيه جميع بياناته الفنية والبدنية والسلوكية والرياضية الى جانب عمل عقود احترافية لجميع عناصر اللعبة مع حماية تلك العقود من الهيئات الرياضية لضمان نجاح المنظومة الاحترافية.




0/Post a Comment/Comments