نظرية + - = نظام فعال في إدارة الذات والموارد البشرية وتكوين قيادات مؤثرة 

 نظرية + - = نظام فعال في إدارة الذات والموارد البشرية وتكوين قيادات مؤثرة 


 إعداد: عبداللطيف بخاري 5 / 6 / 2020

 كم لامست أذاننا أو نطقت بها ألسنتنا للحكم أو تقييم معلم، دكتور، رئيس، مدير، زميل بعبارة " أنه مغرور ، متكبر، شايف حاله" وهناك نماذج لبعض من صادفناهم من زملاء المهنة والمعارف والأصدقاء في شتى المجالات والمؤسسات والتخصصات. وأخص هنا في طرحي زملاء المهنة سواءً في مجال التربية البدنية بشكل عام أو تخصص الإدارة الرياضية على وجه الخصوص ، فالبعض لديهم آفة ومشكلة المكابرة والغرور خاصة ممن حصل على شهادات عليا "درجة الدكتوراة" أو تقلدوا منصباً في جامعة أو مؤسسة رياضية أو حتى إحدى مؤسسات الدولة. يتسموا بسلوك المكابرة والغرور على طلابهم وزملاؤهم الأصغر منصب أو عمراً أو ممن تلقوا العلم على أيديهم في مجال التعليم والاستشارة . وهؤلاء يحيطون أنفسهم بهالة هلامية أو يرسموا كاريزما كاذبة . 
يقول ريان هوليداي مؤلف كتاب ‏ Ego is the enemy ‏معظم الناس لايحب فكرة ان احد يكون افهم او اعرف منه، فتدفعه المكابره والغرور("الانا") الى ادعاء المعرفة، ‏وهذا امر سلبي خطير لانه مبني على كذب كما انه يعيق تقدم الانسان.
 فالعلم والمعرفة لا يوجد لهما أب ولا وطن ولا حدود وخلال دراستي في قسم التربية البدنية بجامعة أم القرى (1976 - 1979) بمرحلة البكالوريوس ومرحلتي الدراسات العليا بالولايات المتحدة الأمريكية (1981 - 1989) ربي قيض لي مجموعة من العلماء الأفاضل الذين تعلمت منهم ، أكدوا على بعض القيم والمبادئ والأخلاق التي حصلت عليها من والدي (رحمه الله).
 أستطيع أقول بفخر بأنهم أساتذتي الذين ساهموا في تربيتي العلمية بشكل كبير (د. محمد يوسف الشيخ ، د. محمد السيد، د. محمد محمد زكي، د. محمد فضالي، د. ستيف ستولبرج، د. كِنث ميتس، د. مايكل شيرمان، د. توماس ساءآتي ) تعلمت منهم أميز وأروع التجارب والخبرات العلمية والسلوكية. أدركت لاحقاً من قراءاتي بأن نظام تعاملهم كان أشبه بنظرية أو بنظام (+،-=) إن مكتشف نظام(+ ، -، =) هو الرياضي بطل الفنون القتالية المختلطة MMA "فرانك شامروك" حيث يقول: اذا اراد اي لاعب للفنون القتالية ان يصبح بطلا في اللعبة ويستمر كذلك فعليه ان يكون طوال الوقت مع ٣اشخاص: ‏
1-شخص افضل منه ليتعلم منه ويرمز له بعلامة (+) زائد 
‏2- شخص اقل منه موهبه ليعلمه ويرمز له بعلامة (-) ناقص
 ‏3- شخص بنفس مستواه ليتحداه ويرمز له بعلامة (=) يساوي.
 وقد أضحى هذا النظام أشبه بنظرية ونظام في تدريب إدارة الموارد البشرية ومن أساليب تطوير الذات . وفي هذه المقالة ؛ أود أن أسقط هذا النظام على مجالنا "الإدارة الرياضية" وأقول لتكون عالماً او قامة علمية لها وزنها واعتبارها وتأثيرها العلمي والعملي (وليس الشخصي) يمكنك ان تطبق نظام(+،-،=) في حياتك العملية والعلمية والخاصة. فلا تحجر العلم في كتاب قمت بتأليفه أو تعريف مقتنع أنت به (نحن لا نستطيع أن نعلم الآخرين ... بل نحن نساعد الآخرين على التعلم والوصول للمعرفة) . فهناك معارف قد نتوصل إليها وهناك معارف كثيرة نجهلها ولا نعرفها. وتأكد بأن الشهادة أو المنصب ليست معيار أو ميزان للعلم والمعرفة إنما الفكر والقيم والأخلاق هي المعيار والميزان الذي يظل توزن به المعارف والشخصيات. فلا تكابر أو تتكبر على المعرفة والعلم ولا تستصغر أي طالب علم أو زميل مهما قل شأنه في نظرك فلربما يملك معلومة لا تعرفها أو لديه رؤية لم تراها وتدركها أو تستوعبها " فالمرء باصغريه قلبه ولسانه " مجال الطرح عميق وطويل ولكني أكتفي بما ذكرته وأروم من قدراتكم وذكاء عقولك أن تبحر في أطياف الموضوع. قال الامام الشافعي " كلما أدّبني الدهر أراني نقص عقلي، وكلما ازددت علما زادني علما بجهلي" ‏وهذه ابرز إيجابيات وفوائد هذا استخدام النظام: 
‏1. يجعلك متواضع للعلم والمعرفة
 2. يقلص أو يقضي على "الانا" الذي تدفعك للغرور أو للعظمة
 ‏3. هذا النظام يقضي على الشكوك والخوف من تقليل قدراتك ومعارفك
 ‏4. لربما يسهم في إزاحة الكسل والاتكالية التي قد تراودك بتحقيق النجاح دون جهد
 ‏5. يزودك ويمدك بتقييم حقيقي وواقعي لمستوى معارفك وعلمك
 6. يزيد من تقدير الآخرين واحترامهم لعلمك وذاتك
 والآن زملائي وأحبائي الفضلاء حان الوقت بأن نساعد طلابنا وزملائنا وأبنائنا على تلقي واستقاء هذا النظام من خلال رقي تعاملنا وتواضعنا معهم ومع المعرفة نحتاج أن نساعد الجيل القادم لتكوين ("الانا") الإيجابية لديهم في بناء وتطوير ذاتهم ومعارفهم . 
 محبكم/ عبداللطيف بخاري

4/Post a Comment/Comments

  1. طرح مميز ... يلامس الواقع ... ذو تأثير على رقي ونهضة المجتمعات ...
    نظرية + - =
    نظام فعال في إدارة الذات والموارد البشرية وتكوين قيادات مؤثرة
    ———————————————
    إضافة بسيطة :
    من مميزات المجتمعات المتطورة علمياً ومهنياً حرصهم على نقل المعرفة والخبرة وتمكين القيادة من جيل إلى آخر مما يترتب عليه حيوية وحياة المجتمع الواعي واستدامة مبادراته وديمومة أثرها.
    ومن عيوب المجتمعات (المحدودة) تعمد قياداتها احتكار المعلومات والخبرات لمصالح خاصة مما يترتب عليه تعطل نماء المجتمع وتشتت جهوده.
    مع التحية والتقدير
    أخوكم / هاني السعود

    ردحذف
  2. ان موضوع النظريه من المواضيع التي كنت اقف عندها واجعلها من ضمن مفردات منهاج طلبتي (البكالوريوس والدراسات العليا)
    لانها تحتاج الوقوف عندها بجديه
    عند تطبيق نظرية -، +، =. على الاداره الرياضيه ماذا نلاحظ
    ان رغم توفر كل الامكانات التي تخدم العمل فيي الموسسات الرياضيه الا انها تعاني من حالات متعسره. تحول بينها وبين النجاح على الرغم من توفر الخبرات والتي تفوق خبرات يتم الاستعانه بها للتدريب او لاداره العمل داخل الموسسات ......لماذا سؤال يتبادر الى اذهان الجميع. ....لماذا الاخفاقات ان لم تكن في كل مجالاته ليكن في بعض منها وايضا له تاثير على الاداء الكلي للعمل حتى وان كان جزء ضئيل .ما هو سبب ذلك ً....
    حسب اعتقادي ان السبب هو جميع ما نقوم ببنائه لم يبنى على اساس والدليل على ذلك كل الاعمال التي ينهض بها العمل الاداري لا تبنى على نظريه تخدم العمل وانما هي اجتهادات شخصيه نابعه من اشخاص لهم خبره بالعمل الاداري لكن الخبره غير كافيه اذا لم تدعم بالجانب المعرفي الذي سيحدد نقاط القوه والضعف ويحدد الفرص والتهديدات فالقائد الواعي والذي يجمع ما بين الخبره والمعرفه سيعمل على تحليل المهمه المكلف بها والتي قد تكون التهيئه لبطوله معينه تتطلب منه اعداد برامج مبنيه على هذه النظريه من خلال اعتمادها ويضع كل فرق العمل بكل اختصاصاتها بين كفة السالب وما ينتج عنه وبين كفة الموجب وما ينتج عنه ما اردت ان اقوله ان النظريه هي عباره او مجموعة عبارات تطلق نتيجة الخطاء والصواب فتثبت عن طريق التجربه فتصبح نظريه
    اي انها تمثل المجتمع تمثيلا صادقا
    كذلك تبنى على اسس ومبادي
    لذلك نحتاج الى ان تكون اعمالنا مبنيه على نظريات تمثل مجتمعنا ونستطيع من خلالها ان نرفع من كفاءة العمل الغير منتج
    اعتقد انها افضل النظريات التي تحفز وتزيد من فاعلية الاداء لانها تضع اي شخص بين كفتين اما ان تكون جيد او تكون غير جيد
    فاستخدامها في الاداره الرياضيه وبالشكل الصحيح مع التحليل الرباعي للموسسه سيكون العمل بمنتهى الروعه
    هذا ما تبادر من افكار الى ذهني ونحن نعرف ان الانسان وحسب هذه النظريه يقع بين الخطاء والصواب حتى يتم اثباته ولكم مني كل الاحترام والتقدير
    د. سندس موسى جواد

    ردحذف
  3. المحترم والرائع دوما دكتور / عبد اللطيف بخارى
    (إدارة الذات من خلال محكات ثلاث هي الأعلى والأقل والمتساوى) فكر متقدم وطرح رائع أمام من تطرقوا لمفهوم إدارة الذات
    وقد مست هذه المقالة توجهاتي البحثية التى دائما استقيها من الواقع وما أروع أن ننهل قضايانا البحثية من الواقع بكل معطياته ومن ثم فتحت هذه المقالة أفق بعيد منشود الباحثين لطرق هذا المجال البحثى والدخول فى تفاصيله وانا شخصيا سوف أوجه الباحثين عندى نحو هذا المدخل والاتجاه البحثى لأن إدارة الذات و لاسيما لدى الإدارة العليا تنعكس تماما على بيئة العمل وعلى العنصر البشرى الذى هو أهم مورد لأى منظمة
    دمتم ودامت كل فكرة تؤدى إلى علم يؤدى إلى عمل يحقق الهدف المنشود
    أ.د/ يحيى فكري محروس

    ردحذف
  4. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    الأخوة الكرام .. والأساتذة الأعزاء أعضاء الجروب الموقرين
    اسمحو لي أن أدلي بدلوي فيما تفضل به د/ عبداللطيف بخاري من طرح حول إدارة الذات وخاصة ذات الأنا وعلاقتها بإدارة الموارد البشرية .. والتي سوف أتناولها من منظورين .. أولهما المنظور الإداري في المؤسسات الرياضة والأكاديمية والثاني المنظور الشخصي.
    أما من الناحية الإدارية فمن واقع العمل الإداري أستطيع أن أقولها بملئ فمي أن هناك داخل جدران مؤسساتنا الرياضية العديد من الأصنام والقوالب الجامدة التي أوجدها الإعلاء لذات الأنا والكثير منا يصطدم يومياً بمثل تلك الأصنام التي يجب أن يتم هدمها بالكامل في محراب العلم والتطور .. فالعلم سمته الأساسية التغير والتطور .. ومن لا يتقدم يتقادم .. فحسن إدارة الذات تعني في المقام الأول الإلمام بقدراتك الشخصية والعمل في إطارها ومن ثم الإستعانة بذوي الخبرات أو المهارات لحسن إدارة وإنجاز العمل الإداري حتى وإن كان أقل في السن أن الدرجة العلمية ولكنه أفضل في العلم أو المهارة أو الحداثة أو أن لديه جزئية معينة يحتاج إليها العمل، فكثيراً ما تجد أن بعض المدراء يكونوا أحرص ما يكون على الإستعانة بمن هم أقل منه في القدرات الفكرية والعلمية حتى لا يكون مرؤوسه أفضل منه وبالتالي يمكن يأتي يوماً ما ليأخذ مكانه حتى وإن كان هذا ضد مصلحة العمل، فالحفاظ على الكرسي والمنصب أهم من المصلحة العامة.. وبالتالي تكون المحصلة مزيد من البيروقراطية ومزيد من التقليدية في العمل وأعتقد أن هذا سبب أساسي في تدني مستويات الإدارة في مؤسساتنا الرياضية .. فغالبية مدراء المؤسسات الرياضية ومن يتبعهم تجدهم إما من غير المتخصصين في الإدارة الرياضية وسبب وجودهم في هذا المكان إما لمصلحة شخصية أو وساطة أو غيرها من الأسباب وبالتالي لكونهم غير مؤهلين يكونوا حريصين على الإستعانة بمن هم أقل منهم في المستوى وهكذا تكتمل الحلقة الجهنمية من الجهل والتجهيل والمحصلة واضحة.
    أما على المستوى الشخصي .. فالأنا قاتلة .. وسببها الأساسي هي الضعف والجهل .. وهو ما يدفعني إلى تذكر مقولة الإمام الشافعي : 'كلما أدّبني الدهر أراني نقص عقلي و كلما ازددت علما زادني علما بجهلي' وهو ما يؤكد على أن مراتب العلماء يغلفها التواضع والعلم بمدى نقصهم وحاجتهم الدائمة للتطور والتعلم .. وهي آفة الكثيرين .. العلم ليس حكراً على أحد .. ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ" ... تقبلوا تحياتي وتقديري
    د. حماده العنتبلي

    ردحذف

إرسال تعليق