الم يحن الوقت لإعادة اختراع إداراتنا الرياضية

الم يحن الوقت لإعادة اختراع إداراتنا الرياضية 

 إعداد : عبداللطيف بن إبراهيم بخاري 

أستاذ الإدارة والقانون الرياضي بجامعة أم القرى
 النمو والتطور في المعرفة والخبرات هو الأصل في طبيعة كل البشر وخاصة طبيعة الإداري الناجح في المؤسسات والعمل الرياضي. والجميع يدرك بأن المجال الرياضي مجال يتميز بالتسارع والتطور السريع . وعليه فالمؤسسة الرياضية الناجحة والإداري الرياضي المتميز هو الذي يبحث عن الفرص ويستثمرها في نموه العلمي والمهني . والنمو للفرد طبيعة فطرية أوجدها الله فينا وطالبنا بالسعى لها، كي يستمر ويواكب نسق الحياة المتطور ويتناغم معها . قال تعالى "وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ۝ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [سورة البقرة:31-33]. والمقصود بالنمو والتغيير هو أن نسعى لتغيير ونمو الفكر والأساليب كي نكون الشخص الذي نريده لمواكبة الجديد والحديث . ولكل فرد ما يملك من القدرات والعقل لإحداث التغيير والنمو الذي يريد ويسعى إليه . ولعل الايدولوجية السائدة التي رصدتها واستنتجتها خلال مشوار حياتي العلمية والمهنية ، أن غالبية الإداريين في المجال الرياضي يعتقد بأن النمو أو التغيير يتحقق من خلال إنجاز بطولة أو الفوز بكأس جولة من معركة النمو (تحقيق مكاسب هامشية أو سريعة) "Quick- win" فمعظم الحروب علمتنا أننا قد نخسر معركة أو اثنتين كي نفوز بالحرب . وهذه المكاسب السريعة إن كانت هدفاً للمؤسسة أو الإداري فهذا يعني الموت والنهاية للتطور والنمو. وبناءً. على ما تقدم ، فلابد للمؤسسات والقيادات الإدارية في مجال الرياضة من إعادة صياغة أنفسهم وإعادة اختراع من تكون كي يتشكل في عقولنا نمط "النهايات المفتوحة" التي تحفزنا دوما على النمو والتطور وكسب الحرب. إعادة اختراع ذاتك كشخص أو مؤسسة هو ما يضمن ويسمح لك بفرص لا حصر لها لمواصلة استكشاف أجزاء وأساليب وتكتيكات تساعد على النمو والتطور. وفيما يلي بعض من الأفكار والأساليب التي تسهم في أن تكتشف وتطور ذاتك والمؤسسة أو المهنة التي تنتمي إليها:- 1. حاول الاستعانة بنظرة ونقد وعيون وأفكار الآخرين من خارج محيطك (من خارج تخصصك من خارج جامعتك). كيف يروك الآخرين ويقيموا عملك وإنجازاتك مقارنة بغيرك . الاستعانة بالتغذية الراجعة أو التقييم الخارجي والذي عادة ما يكون محايدا بعيدا عن العواطف والتغني بفوز واحد في جولة ما. وبهذا تستطيع أن تعيد إعادة صياغة مسارك. 2. دقق وأمعن النظر في الأعمال والإجراءات والتنظيمات الروتينية والتي ربما أصبحت نهجاً وعادة. وتساءل هل تم تطويرها أو تغييرها ومتى ؟، لأن هناك كثير من المؤسسات الرياضية تبحث عن الفوز دون النظر للمستوى. وربما تتساءل عن عدم وصولها للعالمية والفوز في بطولات عالمية دون النظر والتركيز على تطوير المستوى الفني والتكتيكي... الخ. " يقول البرت انشتاين " الغباء هو فعل نفس الشيء مرتين بنفس الأسلوب و نفس الخطوات و إنتظار نتائج مختلفة " 3. استبدل عاداتك الروتينية الجامدة إلي عادات النمو المستمر وأجعل منهج التدريب اليومي المستمر للتغيير هو العادة والنهج الذي يحكمك ويحكم المؤسسة. لمواكبة المستقبل وتحقيق النجاحات هناك حاجة للنمو المستمر والتفاني بالبحث عن الأفكار والوسائل والأساليب والاستراتيجيات التي تحمل الجرأة في التجديد حتى تصبح عادة ونهج للفرد والمؤسسة. 4. إعادة النظر في الأهداف بحيث تكون منطقية واقعية وبنائية وتمتلك القدرة والامكانات لتحقيقها ولو بصورة مرحلية. غير الأهداف التي تصاغ على شكل أحلام وأمنيات . وليكن في محسوبك وتقديرك بأن تحقيق الأهداف يحتاج إلي مثابرة وصبر وتنمية مستمرة لك وللموارد البشرية وعناصر المؤسسة . أستمر على ذلك وسوف تجد نتائج راسخة ومبهرة. 5. أبحث عن أشخاص يمتعوا بالفكر والصدق والشفافية وأجعلهم المحيطين بك . لا تبحث عن من يرضيك بكلمات الاطراء أو كلمة نعم. أبحث عن من يؤمن بأن "المستشار مؤتمن" ويخبرك بالحقيقة ولو كانت مُرّة أو مزعجة. 6. أجعل مشورة هؤلاء المستشارين والتغذية الراجعة الخارجية مثل المرآة التي تكشف وتعبر لك عن إنجازاتك وأعمالك وتقدمك في سوق المنافسة. ولا تخجل أن تطرح على نفسك أو اسمع من الآخرين الأسئلة الصعبة فهي مفتاح التطور والنمو "الإبداع والتميز يُخلق من رحم الألم والصعوبات" 7. أخيرا أعجبتني مقولة رائعة تقول "ليس التخصص الأقوى هو الذي يبقى، ولا التخصص الأكثر ذكاءً، بل التخصص العلمي الأقدر على التأقلم مع التغيّرات" . التغيير يحتاج إلي شجاعة ومخاطرة مدروسة والتفكير خارج الصندوق . ولعل حال وسمة معظم مؤسساتنا الرياضية وقياداتنا الرياضية هي الخوف من التجديد والمخاطرة في اتخاذ قرارات مبتكرة وجريئة ، ربما خوفاً من فقد مناصبهم أو الخوف من مقاومي التغيير أحبتي هذا ما جاد به الفكر في موضوع "الم يحن الوقت لإعادة اختراع إداراتنا الرياضية" وأنا على يقين بأن الغالبية لديها من الفكر ومن الحماس والمعرفة الشيء الكثير ولكن لا أعلم سبب عدم مساهمة الشباب بفكرهم وأطروحاتهم عبر هذه المنصة أو في المحافل العلمية ربما تكون أسبابه متنوعة ( الخجل ، الخوف ، عدم الثقة ، عدم التمكن ...الخ.) وجميع هذه الأسباب تدعو لإعادة اختراع أنفسهم لمواجهة المستقبل والذي هو حق لهم . رجاءً لا تكونوا نُسخا مكررة من الذات القديمة وحتى لا تتميزوا بالعفن وتُبصمُ بجمود الفكر الإداري الرياضي . الحكمة تقول (( لا مكاسب بدون ألم”No pain ... no gains”)) محبكم/ عبداللطيف بخاري

2/Post a Comment/Comments

  1. شكراً سعادة الاستاذ الدكتور عبداللطيف على ماتقدم من طرح ثري وفق مواضيع جريئة في واقع أرى انه يتسم بالخجل في طرح الافكار وابتكار طرق جديدة في المؤسسات الرياضية ...



    لذا ارى أن القائد الناجح هو من يمتلك رؤية ورسالة واهداف واضحه تقود مجموعة فريق العمل هذا المصطلح ( فريق العمل ) هو المصطلح الأجمل بدلاً من ( الأتباع ) لكون القائد هو جزء من فريق العمل ولابد ان يكون كذلك لدفع عجلة الفريق للوصول الى الأهداف وكسب ولاء الجميع .

    لذا على القائد في المؤسسات الرياضية ( الادارة الرياضية ) هو من يعيد التفكير في محيط سلطته ويطرح الكثير من التساؤلات التي من شأنها أن تثير وتعزز من أفكار فريق العمل لحث الجميع على التفكير الإبداعي .

    واسمح لي سعادة الاستاذ الدكتور عبداللطيف ان أضيف بعض من الافكار والأساليب والتكتيكات التي ارى انها ستساهم في تطوير الذات لقادة المؤسسات المهنية :-

    1- كن مبادراً في طرح الرؤى والأفكار و تحاور مع الأخرين .

    2- كن مطلعاً على آخر ماوصل أليه الآخرين . ( ليس شرطاً ان يكون في تخصصك او مجالك )

    3- امزج بين الافكار وأسقط مايمكن الاستفادة منه في منظمتك.

    4- كن ذو شخصية يمتلك مواصفات الذكاء العاطفي ليساعدك ذلك على فهم شخصيات فريق العمل لديك للتعامل مع الجميع وفق شخصياتهم اذا كنت لاتملك صلاحية اختيار فريق عملك .


    تحياتي للجميع
    محمد العيسى

    ردحذف
  2. بلا شك اننا في حاجه الى اعادة اختراع اداراتنا الرياضية .. فمن حسن حظي اني مررت بالعديد من التجارب في العمل الاداري الرياضي بين العمل الحكومي بالجامعات والشباب والرياضة والعمل الاهلي بالاندية الاتحادات وهو ما اتاح لي الفرصة للنظرة للامور بزاوية مختلفة يمكن ان يراها بعض الزملاء نظرة متشائمة فللاسف المؤسسات الرياضية على اختلاف انواعها تدار بعقليات متحجرة يتعاملون على انهم آلهة ومن حولهم كهنة في معابد يقدموا لهم القرابين ويمجدوهم ويسبجوا بحمدهم ليل نهار واي فكر او رغبة للتجديد والتطوير الابتكار هي بمثابة الحاد وكفر بتلك المتعقدات في حين ان محراب العلم الجميع يفكر ويبحث عن سبل التطوير المستمر لتحقيق الاهداف واتباع اسلوب win .. win اي ان الجميع يكسب والبعد عن الفكر القائم على اننا في مباراة لابد فيها من رابح وخاسر لان الجميع داخل الادارة الواحدة والمؤسسة الواحدة من المفترض انهم في نفس الفريق ونفس الجانب وبالتالي فان العمل المنفرد يجعل الجميع يخسر .. نحن في حاجه ماسة لاعادة اختراع واعادة هندسة ذاتنا .. ابدأ بنفسك تعلم فالتعلم لا يرتبط بدرجة علمية او منصب فالتعلم عملية مستمرة لا تتوقف وحينما تتوقف عن التعلم تصبح قالب جامد يتكسر على عتبة الزمن وتحديات التغيير.. لابد من اختيار الكفاءات لشغل المناصب الادارية المختلفة من باب تدعيم التمكين والتمتين ... العمل كفريق عمل واحدة لوحة من قطع البازل يكمل بعضها الاخر ففي الفريق هناك الهجوم والدفاع وخط الوسط وحارس المرمى والمدير الناجح هو من يستطيع اختيار فريق العمل المناسب وتوزيع الادوار عليهم وفق قدراتهم وتحفيزهم باستمرار ... ثم يأتي دور التقييم المستمر سواء اكان تقييم داخلي او خارجي وتقديم التغذية الراجعة التي يمكنها ان تصحح المسار .. حاول دائما ان تخرج خارج الدائرة وتنظر الى الصورة كاملة لان الوجود داخل الحدث يفقدك الكثير من الجوانب في الصورة .. تشجيع الابتكار والابداع هو السبيل للارتقاء بالمؤسسة الرياضية .. فمن لا يتقدم يتقادم .. انا شخصيا ادرك ان عندي الكثير من نقاط الضعف واعمل بشكل دوري علة محاولة معالجتها والتحسين والتطوير من ذاتي وطريقة رؤيتي للامور والقيام بالمهام المختلفة التي اقوم بها ... اعتذر على الاطالة فهذه ومضات او شذرات كما يقول الدكتور عبداللطيف استلهمتها من حديثه السابق ومن واقع خبرات متواضعة مررت بها
    د. حماده العنتبلي

    ردحذف

إرسال تعليق